طفلي مصاب بالتوحد !

تمَّ تشخيص طفلي بالتوحُّد، فماذا بعد؟

حين يتلقّى الأبوان خبر إصابة طفلهما باضطراب طيف التوحُّد، تختلط المشاعر وتتشابك الأفكار.

قد تعمُ الحيرة، ويغمرهما القلق، ويثقلهما الخوف من المستقبل المجهول، لكن لا بدّ من التذكير بأن التشخيص ليس نهاية الطريق، بل بدايته.

فهو بداية رحلة جديدة تتطلّب وعيًا، وصبرًا، وتقبُّلًا، وسعيًا مستمرًا نحو الأفضل.

في هذا المقال، نضع بين أيديكم خارطة طريق أوليّة تساعدكم على المضيّ قُدمًا بخطى ثابتة، بعد تلقي التشخيص.

 

-  تقبّل الواقع بعين الحكمة، لا بعين الجزع

من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحزن أو الصدمة حين يُخبَر بأن طفله مختلف عن أقرانه.

هذه المشاعر لا تُعدّ ضعفًا، بل دليلًا على المحبّة والارتباط، لكن المهم هو ألّا يطول المقام فيها، بل أن تُوظَّف كدافع للبحث والتعلُّم واتخاذ القرار المناسب.

 

 -  اطّلع على التوحُّد من مصادر موثوقة

يُعدّ التثقيف الذاتي الخطوة الأولى نحو الفهم والتعامل الصحيح. التوحُّد ليس مرضًا يُعالج، بل هو اضطراب عصبي نمائي يؤثّر في جوانب التواصل، والسلوك، والتفاعل الاجتماعي. والطفل المصاب بالتوحُّد ليس نسخة مكرّرة من غيره، بل له بصمته واحتياجاته الخاصة.

- Autism Speaks

من أكبر المنظمات في العالم المعنية بالتوحد. يقدم موارد للأهالي، أدوات تشخيص مبكر، ونصائح للتعامل والدعم. 

- CDC – Centers for Disease Control and Prevention

قسم التوحد يحتوي على معلومات علمية دقيقة حول علامات التوحد، طرق التقييم المبكر، والإحصائيات الحديثة.

- Autistic Self Advocacy Network (ASAN)

منظمة يديرها أفراد من ذوي التوحد، تركّز على دعم التقبّل بدلاً من "العلاج"، وتقدم أدلة إرشادية وأصوات حقيقية من التجربة الذاتية.

 National Autistic Society (UK)

جهة بريطانية رائدة تقدم موارد تعليمية، معلومات عن الخدمات، واستراتيجيات للتعامل مع الأفراد من ذوي التوحد

 

- المراكز والجمعيات التي تعنى بالتوحد في المملكة العربية السعودية

الجمعية السعودية للتوحد  ، الرياض، جدة ، الدمام ، جازان ، مطة المكرمة 

جمعية أسر التوحد ، الرياض 

مركز عبداللطيف الفوزان للتوحد ، الخبر 

-  مركز شمعة التوحد للتأهيل ، الدمام 

 مركز احتواء ، الرياض

 مركز التميز للتوحد ، مختلف مناطق الممكلة

الجمعية التعاونية " أكفأ" للتوحد ، جدة

 مركز أبحاث التوحد – مستشفى الملك فيصل التخصصي   ، الرياض

 

- التدخل المبكر

كلما بُدئ بالتدخّل العلاجي مبكّرًا، زادت فرص التطوّر والنموّ لدى الطفل ، ومن البرامج الفعالة في علاج التوحد :

- تحليل السلوك التطبيقي  (ABA)

- العلاج الوظيفي

- علاج النطق واللغة

- تنمية المهارات الاجتماعية

و ينبغي أن يتم ذلك تحت إشراف مختصّين مؤهّلين، بعد تقييم شامل ودقيق لحالة الطفل.

 

 -  فهم سلوك الطفل من منظوره الشخصي

قد يُظهِر الطفل المصاب بالتوحُّد سلوكيات غير معتادة، كالانعزال، أو تكرار الحركات، أو الحساسية الزائدة تجاه الأصوات أو الأضواء. هذه السلوكيات لا تُفسَّر من منظور العناد أو قلة الانضباط، بل هي استجابات لحالة عصبية مختلفة. الفهم يُفضي إلى الاحتواء، والاحتواء أساس التعامل الصحيح.

 

-  الحرص على بناء نمط حياة ثابت

الروتين يُشعر الطفل بالأمان، ويُقلّل من القلق والتوتّر. احرصوا على تنظيم أوقات النوم، والطعام، والأنشطة اليومية، والانتقال التدريجي بين المواقف. التنبّه لأي تغيير مسبقًا يساعد الطفل على التكيّف بشكل أفضل.

 

- طلب الدعم

لستم وحدكم. توجد جمعيات، ومراكز، ومجموعات دعم تقدّم المشورة والمساندة. الانضمام إلى مجتمع من الأسر التي تمرّ بتجربة مشابهة يُشعر بالطمأنينة، ويفتح آفاقًا جديدة للتعلّم وتبادل الخبرات.

 

-  اعتنوا بأنفسكم كما تعتنون بطفلكم

العطاء المستمرّ يُرهق الجسد والروح،  فتذكّروا أن صحتكم النفسية والجسدية لا تقلّ أهمية عن صحة الطفل. لا بأس في طلب المساعدة، ولا حرج في أخذ قسط من الراحة، فذلك حقّ لكم، وضرورة لدوام العطاء.

 -  آمنوا بطفلكم

الطفل المصاب بالتوحُّد قادر على التعلّم، والنمو، وتحقيق الإنجاز، إذا توفّر له الدعم المناسب والبيئة المشجّعة. لا تجعلوا التشخيص حاجزًا لطموحاتكم، بل اجعلوه بوّابة لفهم أعمق، ومسيرة أهدأ، ونموّ متوازن

 

أخيرًا  أنتم قادرون على جعل طريق طفلكم مفعمًا بالمحبّة، مليئًا بالفرص، وغنيًّا بالتقدّم، فأنتم الأساس الذي يستند عليه، ودعمكم هو النور الذي يقوده في عالمه الخاص.